فصل: ذكر من مات في هذه السنين من أعيان العلماء والأكابر والعظماء:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ الجبرتي المسمى بـ «عجائب الآثار في التراجم والأخبار» (نسخة منقحة)



.ذكر من مات في هذه السنين من أعيان العلماء والأكابر والعظماء:

مات الإمام الكبير والأستاذ الشهير صاحب الأسرار والأنوار الشيخ عبد الغني بن إسمعيل النابلسي الحنفي الصالحي. ولد سنة 1050 وأحواله شهيرة وأوصافه ومناقبه مفردة بالتأليف. ومن مؤلفاته المقصود في وحدة الوجود وتحفة المسالة بشرح التحفة المرسلة، والأصل للشيخ محمد فضل الله الهندي، والفتح الرباني والفيض الرحمان، وربع الأفادات في ربع العيادات وهو مؤلف جليل في مجلد صخم في فقه الحنفية نادر الوجود، والرحلة القدسية، وكوكب الصبح في إزالة القبح، والحديقة الندية في شرح الطريقة المحمدية، والفتح المكي واللمح الملكي، وقطر السماء ونظرة العلماء، والفتح المدني في النفس اليمني، وبديعيتان أحداهما لم يلتزم فيها اسم النوع وشرحها والثانية التزمه فيها شرحها القلعي مع البديعيات العشر. توفي رضي الله عنه سنة 1143 عن ثلاث وتسعين سنة.
ومات إمام الأئمة شسخ الشيوخ وأستاذ الأساتذة عمدة المحققين والمدققين الحسيب النسيب السيد علي بن علي إسكندر الحنفي السيواسي الضرير، أخذ عن الشيخ أحمد الشوبري الشرنبلالي والشيخ عثمان ابن عبد الله التحريري الحنفيين، وأخذ الحديث عن الشيخ البابلي والشبراملسي وغيرهم. وسبب تلقيبه بإسكندر أنه كان يقرأ دروساً بجامع إسكندر باشا بباب الخرق، وكان عجيباً في الحفظ والذكاء وحدة الفهم وحسن الألقاء، وكان الشيخ العلامة محمد السجيني إذا مر بحلقة درسه خفض من مشيته ووقف قليلاً وأنصت لحسن تقريره، وكان كثير الأكل ضخم البدن طويل القامة لا يلبس زي الفقهاء، بل يعتم عمامه لطيفة بعذبه مرخية، وكان يقول عن نفسه: أنا آكل كثيراً وأحفظ كثيراً. وسافر مرة إلى دار السلطنة وقرأ هناك دروساً وأجتمع عليه المحققون حين ذاك وباحثوه وناقشوه وأعترفوا بعلمه وقضله، وقوبل بالأجلال والتكريم، وعاد إلى مصر ولم يزل يملي ويفيد ويدرس ويعيد حتى توفي في ذي القعدة سنة 1148 عن ثلاث وسبعين سنة وكسور، أخذ عنه كثير من الأشياخ كالشيخ الحفني وأخيه الشيخ يوسف والسيد البليدي والشيخ الدمياطي والشيخ الوالد والشيخ عمر الطحلاوي وغيرهم. وكان يقول بحرمة القهوة، وأتفق أنه عمل مهما لزواج ابنه فهاداه الناس وبعث إليه عثمان كتخدا القازدغلي فردين فأمر بطرحه في الكنيف لأنه يرى حرمة الانتفاع بثمنه أيضاً مثل الخمر ودليله في ذلك ما ذكر في وصف خمر الجنة في قوله تعالى: «لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ»، بأن الغول ما يعتر شارب الخمر بتركها وهذه العلة موجودة في القهوة بتركها بلا شك. توفي إلى رحمة الله تعالى سنة1146
ومات الإمام العلامة والمحقق الفهامة شيخ مشايخ العلم الشيخ محمد عبد العزيز الزيادي الحنفي البصير أخذ عن الشيخ شاهين الأرمناوي الحنفي عن العلامة البابلي وأخذ عنه الشمس الحفني والدمنهوري والشيخ الوالد والدمياطي وغيرهم، توفي في أواخر ربيع الأول سنة 1148.
ومات الشيخ الفقيه العلامة المتقن المتفنن الشيخ عيسى بن عيسى السقطي الحنفي أخذ عن الشيخ إبراهيم بن عبد الفتاح بن أبي الفتح الدلجي الفرضي الشافعي وعن الشيخ أحمد الأهناسي وعن الشيخ أحمد ابن إبراهيم التونسي الحنفي الشهير بالدقدوسي وعن السيد علي ابن السيد علي الحسيني الشهير بإسكندر والشيخ محمد عبد العزيز بن إبراهيم الزياد، ثلاثتهم عن الشيخ شاهين الأرمناوي، وأخذ أيضاً عن الشيخ العقدي والشيخ إبراهيم الشرنبلالي والشيخ حسن بن الشيخ حسن الشرنبلالي والشيخ عبد الحي الشرنبلالي، ثلاثتهم عن الشيخ حسن الشرنبلالي الكبير. توفي المترجم في سنة 1143.
ومات الأستاذ العلامة شيخ المشايخ محمد السجيني الشافعي الضرير، أخذ عن الشيخ الشنبالي ولازمه ملازمو كلية، وأخذ أيضاً عن الشيخ عبد ربه الديوي وأهل طبقته مثل الشيخ مطاوع السجيني وغيره، وكان إماماً عظيماً فقيهاً نحوياً أصولياً منطقياً أخذ عنه كثير من فضلاء الوقت وعلمائهم. توفي سنة 1158.
ومات الإمام العلامة والبحر الفهامة إمام المحققين شيخ الشيوخ عبد الؤوف بن محمد بن عبد اللطيف بن أحمد بن علي البشبيشي الشافعي خاتمة محققي العلماء وواسطة عقد نظام الأولياء العظماء، ولد ببشبيش من أعمال المحلة الكبرى وأشتغل على علمائها بعد أن حفظ القرآن ولازم ولي الله تعالى العارف بالله الشيخ علي المحلي الشهير بالأقرع في فنون من العلم، وأجتهد وحصل وأتقن وتفنن وتفرد وتردد على الشيخ العارف حسن البدوي وغيره من صوفية عصره، وتأدب بهم وأكتسى من أنوارهم، ثم أرتحل إلى القاهرة سنة 1081، وأخذ عن الشيخ محمد ابن منصور الأطفيحي والشيخ خليل اللقاني والزرقاني وشمس الدين محمد بن قاسم البقري وغيرهم، وأشتهر علمه وفضله ودرش وأفاد وأنتفع به أهل عصره من الطبقة الثانية وتلقوا عنه المعقول والمنقول، ولازم عمه الشهاب في الكتب التي كان يقرأها مع كمال التوحش والعزلة والأنقطاع إلى الله وعدم مسايرة أحد من طلبة عمه، والتكلم معهم، بل كان الغالب عليه الجلوس في حارة الحنابلة وفوق سطح الجامع، حتى كان يظن من لايعرف حاله أنه بليد لا يعرف شيئاً إلى أن توجه عمه إلى الديار الحجازية حاجاً سنة 1094 وجاور هناك، فأرسل له بأن يقرأ موضعه. فتقدم وجلس وتصدر لتقرير العلوم الدقيقة والنحو والمعاني والفقه. ففتح الله له باب القبض، فكان يأتي بالمعاني الغريبة في العبارات العجيبة وتقريره أشهى من الماء العذب عند الظمآن، وأنتفع به غالب مدرسي الأزهر وغالب علماء القطر الشامي، ولم يزل على قدم الإفادة وملازمة الإفتاء والتدريس والإملاء حتى توفي في منتصف رجب سنة 1143.
ومات الأستاذ الإمام صاحب الأسرار وخاتمه سلسلة الفخار الشيخ أحمد بن عبد المنعم بن محمد بن محمد أبو السرور البكري الصديقي شيخ سجادة السادة البكرية بمصر، أجازه أبو الإحسان بن ناصر وغيره،وكان للوزير علي باشا بن الحكيم فيه اعتقاد عظيم كما تقدمت الإشارة إلى، وعندما ذهب الأستاذ للسلام عليه تلقاه وقبل يديه وأقدامه وقال: هذا الذي كنت رأيته في عالم الرؤيا وقت كربنا في السفرة الفلانية، ولعله الشيخ البكري كما أخبرني عن نفسه. فقيل له: هو المشار إليه، فاقبل بكليته عليه واستجازه في الزيارة بعد الغد وأرسل إليه هدية سنية ونزل لزيارته مراراً. توفي سنة 1153 ودفن بمشهد أسلافه عند ضريح الإمام الشافعي.
ومات الإمام العلامة والعمدة الفهامة المتفنن المتقن المتبحر الشيخ محمد صلاح الدين البرلسي المالكي الشهير بشلبي أخذ عن الشيخ أحمد النفراوي والشيخ عبد الباقي القليني والشيخ منصور المنوفي وغيرهم، وروى عن البصري والنخلي، وعنه أخذ الأشياخ المعتبرون. توفي ليلة الخميس سابع عشر صفر سنة 1154.
ومات الإمام العالم العلامة والعمدة الفهامة أستاذ المحققين وصدر المدرسين الشيخ أحمد بن أحمد بن عيسى العماوي المالكي، أخذ عن الشيخ محمد الزرقاني والعلامة الشبراملسي والشيخ محمد الأطفيحي والشيخ عبد الرؤوف البشبيشي والشيخ منصور المنوفي والشيخ أحمد النفراوي، كما نقلت ذلك من خطه وأجازته للمغفور له عبد الله باشا كبورلي زاده، وكان قد قرأ عليه صحيح البخاري ومسلم والموطأ وسنن أبي داود وابن ماجه والنسائي والترمذي والمواهب قراءة لبعضها دارية ولبعضها روايه ولباقيها إجازة، وألفية المصطلح من أولها إلى آخرها العلامة الشبراملسي تصدر للأقراء والأفادة في محله وانتفع به الطلبة وكان حلو التقرير فصيحاً كثير الإطلاع مستحضراً للأصول والفروع والمناسبات والنوادر والمسائل والفوائد، تلقى عنه غالب أشياخ العصر وحضروا دروسه القهية والمعقولية كما هو مذكور في تراجمهم. ولم يزل مواظباً وملازماً على الإقراء والإفادة وإملاء العلوم حتى وافاه الأجل المحتوم. وتوفي سابع جمادى الأولى من سنة 1155وخلف بعده ابنه أستاذنا الإمام المحقق والتحرير المدقق بركة الوقت وبقية السلف الشيخ عبد المنعم أدام الله النفع بوجوده وأطال عمره مع الصحة والعافية آمين.
ومات الإمام العلامة الوحيد والبحر الخضم الفريد روض العلوم والمعارف وكنز الأسرار واللطائف الشيخ محمد بن محمد الغلاني الكثناوي الدانرانكوي السوداني، كان إماماً دراكا متقنا متفننا وله يد طولى وباع واسع في جميع العلوم ومعرفة تامة بدقائق الأسرار والأنوار. تلقى العلوم والمعارف ببلاده عن الشيخ الإمام محمد ابن سليمان بن محمد النوالي البرناوي الباغرماوي والأستاذ الشيخ محمد بندو والشيخ الكامل الشيخ هاشم محمد فودو ومعناه الكبير. قال وهو أول من حصل لي علي يديه الفتح وعليه قرأت أكثر كتب الأدب ولازمته حضرا وسفرا نحو أربع سنوات، فأخذ عنه الصرف والنحو حتى أتقن ذلك وصار شيخه المذكور يلقبه بسيبويه. وكان يلقبه قبل ذلك بصاحب المقامات لحفظه لها واستحضاره لألفاظها استحضاراً شديداً بحيث إذا ذكرت كلمة يأتي بما قبلها بالبديهة وعدم الكلفة. وتلقى عن الشيخ محمد بند وعلم الحرف والأوفاق وعلم الحساب والواقيت على أسلوب طريقة المغاربة والعلوم السرية بأنواعها الحرفية والوفقية وآلاتها الحسابية والميقاتية. وحصلت له منه المنفعة التامة قال: وقرأت عليه الأصول والمعاني والبيان والمنطق وألفية العراقي وجميع عقائد السنوسي الستة. وسمع عليه البخاري وثلاثة أرباع مختصر الشيخ خليل من أول البيوع إلى آخر باب السلم، ومن أول الأجارة إلى آخر الكتاب، ونحو الثلث من كتاب ملخص المقاصد وهو كتاب لابن زكري معاصر الشيخ السنوسي في ألف بيت وخمسمائة بيت في علم الكلام، وأكثر تصانيفه إلى غير ذلك. قال: وسمعت منه كثيراً من الفوائد العجيبة والحكايات الغريبة والأخبار والنوادر ومعرفة الرجال ومراتبهم وطبقاتهم. ذكر ذلك في برنامج شيوخه المذكورين، وكان للمترجم همة عالية ورغبة صادقة في تحصيل العلوم المتوقف عليها تحصيل الكتب، وكان يقول عن نفسه أن مما من الله علي به أني لم أقرأ قط من كتاب مستعار وإنما أدني مرتبتي إذا حاولت قراءة كتاب لم يكن موجودا عندي أن اكتب متنه موسع السطور لأقيد فيه ما أردته من شروحه أو ما سمعته من تقريرات الشيخ عند قراءته، وأعلاها أن أكتب شرحه وحاشيته بدليل أنه لولا علو همتي وصدق ربتي في تحصيل العلوم لما فارقت أهلي وأنسي وطلقت راحتي وبدلتهما بغربتي ووحشتي وكربتي مع كون حالي مع أهلي في غاية الغبطة والانتظام فبادرت في اقتحام الأخطار لكي أدرك الأوطار. ولما أستأذن شيخه في الرحلة والحج فمر في رحلته بعدة ممالك وأجتمع بملوكها وعلمائها، فمن أجتمع به في كاغ برن الشيخ محمد كرعك وأخذ عنه أشياء كثيرة من علوم الأسرار والرمل، وأقام هناك خمسة أشهر، وعنده قرأ كتاب الوالية للكردي وهو كتاب جليل معتبر في علم الرمل، وقرأ عليه هو الرجراجي وبعض كتب من الحساب. وله رحلة تتضمن ما حصل له في تنقلاته وحج سنة اثنتين وأربعين ومائة وألف وجاور بمكة وابتدأ هناك بتأليف الدر المنظوم وخلاصة السر المكتوم في علم الطلاسم والنجوم، وهو كتاب حافل رتبه على مقدمة وخمسة مقاصد وخاتمه وقسم المقاصد أبواباً وأتم تبييضه بمصر المحروسة في شهر رجب سنة ست وأربعين، ومن تأليفه كتاب بهجة الآفاق وأيضاح اللبس والأغلاق في علم الحروف والأوفاق رتبه على مقدمة ومقصد وخاتمه وجعل المقدمة ثلاثة أبواب والمقصد خمسة أبواب وكل باب يشتمل على مقدمة وفصول ومباحث وخاتمة. وله منظومة في فلم المنطق سماها منح القدوس وشرحها شرحاً عظيماً سماه أزاله العبوس عن وجه منح القدوس، وهو مجلد حافل نحو ستين كراساً. وله شرح بديع على كتاب الدر والترياق في علم الأفاق. ومن تآليفه بلوغ الأرب من كلام العرب في علم النحو، وله غير ذلك. توفي سنة1154 بمنزل المرحوم الشيخ الوالدوجعله وصياً على تركته وكتبه، وكان يسكن أولاً بدرب الأتراك وهو الذي أخذ عنه علم الأوفاق، وعلم الكسر والبسط الحرفية والعددية، ودفنه الوالد ببستان العلماء بالمجاورين بنى على قبره تركيبة وكتب عليه اسمه وتاريخه.
ومات جامع الفضائل والمحاسن طاهر الأعراق والأوصاف السيد علي أفندي نقيب السادة الأشراف، ذكره الشيخ عبد اله الأدكاوي في مجموعته وأثنى عليه وكان مختصاً بصحبته. وحج مع المترجم سنة 1147 وعاد إلى مصر ولم يزل على أحسن حال حتى توفي في الليلة الثامنة عشرة من شهر شوال سنة 1153.
ومات الأستاذ العارف الشيخ أبو العباس أحمد بن أحمد العربي الأندلسي تلمساني الأزهري المالكي أخذ الحديث عن الإمام أبي سالم عبد الله سالم البصري المكي وأبي العباس أحمد بن محمد النخلي المكي الشافعيين وغيرهما من علماء الحرمين ومصر والمغرب، أخذ عنه الشيخ أبو سالم الحفني والسيد علي بن موسى المقدسي الحسيني وغيرهما من علماء الحرمين ومصر والمغرب. توفي سنة 1151.
ومات الإمام العلامة والتحرير الفهامة شمس الدين محمد بن سلامة البصير الإسكندري المكي البليغ الماهر، أخذ العلم عن الشيخ خليل اللقاني والشهاب أحمد السندوبي والشيخ محمد الخرشي والشيخ عبد الباقي الزرقاني والشبرخيتي والأبيذري، وهو الشهاب أحمد الذي روى عن البرهان اللقاني والبابلي وأخذ أيضاً عن الشيخ يحيى الشاوي والشهاب أحمد البشبيشي، وله تأليفات عديدة منها، تفسير القرآن العزيز نظماً في نحو عشر مجلدات. وقد أجاز الشيخ أبا العباس أحمد بن علي العثماني وأملى عليه نظماً وذلك بمنزله بالجانب الغربي من الحرم الشريف، وعمر ابن أحمد بن عقيل ومحمد بن علي بن خليفة الغرياني التونسي وحسين ابن حسن الأنطاكي المقري أجازه في سنة 1131، في الطائف وإسمعيل بن محمد العجلوني وغيرهم. توفي في ذي الحجة سنة 1149.
ومات الشيخ الإمام العالم العلامة صاحب التآليف العديدة والتقريرات المفيدة أبو العباس احمد بن عمر الديربي الشافعي الأزهري، أخذ عن عمه الشيخ علي الديربي، قرأ عليه التحرير وابن قاسم وشرح الرحبية، وأخذ عن الشيخ محمد القليوبي الخطيب وشرح التحرير والشيخ خالد علي الآجرومية وعلي الأزهرية، وعن الشيخ أبي السرور الميداني والشيخ محمد الدنوشر المشهور بالجندي علم الحساب والفرائض، وأخذ عن الشيخ الشنشوري ومن مشايخه يونس بن الشيخ القليوبي والشيخ علي السنبطي والشيخ صالح الحنبلي والشيخ محمد النفراوي المالكي وأخوه الشيخ أحمد النفراوي والشيخ خليل اللقاني والشيخ منصور الطوخي والشيخ إبراهيم الشبرخيتي والشيخ إبراهيم المرحومي والشيخ عامر السبكي والشيخ علي الشبراملسي والشيخ شمس الدين محمد الحموي والشيخ أبو بكر الدلجي والشيخ أحمد المرحومي والشيخ أحمد السندوبي والشيخ محمد البقري والشيخ منصور المنوفي والشيخ عبد المعطي المالكي والشيخ محمد الخرشي والشيخ محمد النشرتي والشيخ أبو الحسن البكري خطيب الجامع الأزهر، وانتشر فضله وعلمه وأشتهر صيته وأفاد وألف وصنف. فمن تآليفه غاية المرام فيما يتعلق بانكحة الأنام، وغاية المقصود لمن يتعاطى العقود على مذهب الأئمة الأربعة، والختم الكبير على شرح التحرير المسمى: فتح الملك الكريم الوهاب،بختم شرح تحرير تنقيح اللباب وغاية المراد لمن قصرت همته من العباد، وختم على شرح المنهج، سماه فتح الملك الباري بالكلام على آخر شرح المنهج للشيخ زكريا الأنصاري، وختم على شرح الخطيب وعلى شرح ابن قاسم وكتابه المشهور المسن فتح الملك المجيد لنفع العبيد، جمع فيه ما جربه وتلقاه من الفوائد الروحانية والطبية وغيرها. وهو مؤلف لا نظير له في بابه وله رسالة على البسملة وحديث البداءة ورسالة تسمى تحفة المشتاق فيما يتعلق بالسنانية ومساجد بولاق،ورسالة تسمى تحفة الصفا فيما يتعلق بابوي المصطفى، والقول المختار فيما يتعلق بابوي النبي المختار، ومناسك حج على مذهب الإمام الشافعي، وتحفة المريد في الرد على كل مخالف عنيد، وفتح الملك الجواد بتسهيل قسمة التركات على بعض العباد، بالطريق المشهورة بين الفريضيين في المسائل العائلة، ورسالة في سؤال الملكين وعذاب القبر ونعيمه، والوقوف في المحشر والشفاعة العظمى، وأربعون حديثاً وتمام الانتفاع لمن أرادها من الأنام، وجاشية على شرح ابن قاسم الغزي، ورسالة تتعلق بالكواكب السبعة والساعات الجيدة وبضرب المنادل العلوية ولسفلية وإحضار عامر المكان وأستنطاقه وعزله، ولوح الحياة والممات وغير ذلك. توفي سابع عشرين شعبان سنة 1151.
وما الإمام العلامة والبحر الفهامة شيخ مشايخ العصر ونادرة الدهر الصالح الزاهد الورع القانع الشيخ مصطفى العزيزي الشافعي، ذكره الشيخ محمد الكشناوي في آخر بعض بآليفه بقوله: وكان الفراغ من تأليفه في شهر كذا سنة ست وأربعين، وذلك في أيام الأستاذ زاهد العصر الفخر الرازي الشيخ مصطفى العزيزي، وناهيك بهده الشهادة. وسمعت وصفه من لفظ الشيخ الوالد وغيره من مشايخ العصر من أنه كان أزهد أهل زمانه في الورع والتقشف في المأكل والملبس والتواضع وحسن الأخلاق، ولا يرى لنفسه مقاماً. وكانمعتقداً عند الخاص والعام وتأتي الأكابر والأعيان لزيارته ويرغبون في مهاداته وبره، فلا يقبل من أحد شيئاً كائناً ما كان مع قلة دنياه، لا كثيراً ولا قليلاً، وأثاث بيته على قدر الضرورة والأحتياج. وكان يقرأ دروسه بمدرسة السنانية المجاورة لحارة سكنه بخط الصنادقية بحارة الأزهر، ويحضر دروسه كبار العلماء والمدرسين ولا يرضى للناس بتقبيل يده، ويكره ذلك فإذا تكامل حضور الجماعة وتحلقوا حضر من بيته ودخل إلى محل جلوسه بوسط الحلقة فلا يقوم لدخوله أحد. وعندما يجلس يقرأ المقري وإذا تم الدرس قام في الحال وذهب إلى داره، وهكذا كان دأبه. توفي سنة أربع وخمسين، وأقام عثمان بك ذا الفقار وصياً على أبنته.
ومات الإمام العمدة المتقن الشيخ رمضان بن صالح بن عمر بن حجازي السفطي الخانكي الفلكي الحيسوني أخذ عن رضوان أفندي وعن العلامة الشيخ محمد البرشمسي وشارك الجمال يوسف الكلارجي والشيخ الوالد وحسن أفندي قطة مسكين وغيرهم وأجتهد وحرر وكتب بخطه كثيراً جداً وحسب المحكمات وقواعد المقومات على أصول الرصد السمرقندي الجديد وسهل طرقها بأدق ما يكون، وإذا نسخ شيئاً من تحريراته رقم منها عدة نسخ في دفعة واحدة، فيكتب من كل نسخة صفحة بحيث يكمل الأربع نسخ أو الخمسة على ذلك النسق، فيتم الجميع في دفعة واحدة. وكان شديد الحرص على تصحيح الأرقام وحل المحلولات الخمسة ودقائقها إلى الخوامس والسوادس، وكتب منها عدة نسخ بخطه وهو شيء يعسر نقله فضلاً عن حسابه وتحريره. ومن تصانيفه نزهة النفس بتقويم الشمس بالمركز والوسط فقط والعلامة بأقرب طريق وأسهل ما أخذ وأحسن وجه مع الدقة والأمن من الخطأ، وحرر طريقة أخرة على طريق الدر اليتيم يدخل إليها بفاضل الأيام تحت دقائق الخاصة ويخرج منها المقوم بغاية التدقيق لمرتبة الثوالث في صفحات كبيرة متسعة في قالب الكامل. وأختصرها الشيخ الوالد في قالب النصف ويحتاج إليها في عمل الكسوفات والخسوفات والأعمال الدقيقة يوماً يوماً. ومن تآليفه: كفاية الطالب لعلم الوقت، وبغية الراغب في معرفة الدائر وفضله، والسمت والكلام المعروف في أعمال الكسوف والخسوف، والدرجات الوريفة في تحرير قسي العصر الأول وعصر أبي حنيفة، وبغية الوطر في المباشرة بالقمر، ورسالة عظيمة في حركات أفلاك السيارة وهيآتها وحركاتها وتركيب جداولها على التاريخ العربي على أصول الرصد الجديد، وكشف الغياهب عن مشكلات أعمال الكواكب، ومطالع البدور في الضرب والقسمة والجذور، وحرك ثلثمائة وستة وثلاثين كوكباً من الكواكب الثابتة المرصودة بالرصد الجديد بالأطوال والأبعاد ومطالع الممر ودرجاته لأول سنة 1139، والقول المحكم في معرفة كسوف النير الأعظم، ورشف الزلال في معرفة أستخراج قوس مكث الهلال بطريفي الحساب والجدول. وأما كتاباته وحسابياته في أصول الظلال وأستخراج السموت والدساتير فشيء لا ينحصر ولا يمكن ضبطه لكثرته، وكان له بالوالد وصلة شديدة وصحبة أكيدة ولماحانت وفاته أقامه وصياً على مخلفاته وكان يستعمل البرشعثا ويطبخ منه في كل سنة قزانا كبيراً ثم يملأمنه قدوراً ديدفنها في الشعير ستة أشهر ثم يستعمله بعد ذلك، ويكون قد حان فراغ الطبخة الأولى وكان يأتيه من بلده الخانكة جميع لوازمه وذخيرة داره من دقيق وسمن وعسل وجبن وغير ذلك، ولا يدخل لداره قمح إلا لمؤنة الفراخ وعلفهم فقط، وإذا حضر عنده ضيوف وحان وقت الطعام قدم لكل فرد من الخاضرين دجاجة على حدته. ولم يزل حتى توفي ثاني عشر جمادى الأولى سنة 1158 يوم الجمعة ودفن بجوار تربة الشيخ البحيري كاتب القسمة العسكرية بجوار حوش العلامة الخطيب الشربيني.
ومات قاضي قضاة مصر صالح أفندي القسطموني. كان عالماً بالأصول والفروع صوفي المشرب في التورع ولي قضاء مصر سنة 1154، وبها مات سنة 1155 ودفن عند المشهد الحسيني.
ومات السيد زين العابدين المنوفي المكي أحد السادة المشهورين بالعلم والفضل، توفي سنة 1151.
ومات السيد الشربف حمود بن عبد الله ابن عمرو النموي الحسيني المكي أحد أشراف آل نمي كان صاحب صدارة ودولة وأخلاق رضية ومحاسن مرضية، حسن المذاكرة والمطارحة لطيف المحاضرة والمحاورة. توفي أيضاً سنة 1151.
ومات الأجل الفاضل المحقق أحمد أفندي الواعظ الشريف التركي، كان من أكابر العلماء أمارا بالمعروف ولا يخالف في الله لومه لائم، وكان يقرأ الكتب الكبار ويباحث العلماء على طريق النظار، ويعظ العامة بجامع المرداني، فكانت الناس تزدحم عليه لعذوبة لفظه وحسن بيانه، وربما حضره بعض الأعيان من أمراء مصر فيسبهم جهراً ويشير إلى مثالهم، وربما منقوا منه وسلطوا عليه جماعة من الأتراك ليقتلوه فيخرج عليهم وحده، فيغشى الله على أبصارهم. مات في حادي عشري الحجة سنة 1161.
ومات القطب الكامل السيد عبد الله بن جعفر بن علوي مدهر باعلوى نزيل مكة، ولد بالشحر وبها نشأ، ودخل الحرمين وتوجه إلى الهندي ومكث في دهلي مدة تقرب من عشرين عاماً ثم عاد إلى الحرمين وأخذ عن والده وأخيه العلامة علوي ومحمد بن أحمد بن علي الستاري وابن عقيلة وآخرين. وعنه أخذ الشيخ السيد وشيخ والسيد عبد الرحمن العيدروس. وله مؤلفات نفيسة منها: كشف أسرار علوم المقربين ولمح النور بباء اسم الله يتم السرور، وأشرق النور وسناه من سر معنى الله لا نشهد سواه والأصل أربعة أبيات للقطب الحداد، واللآلى الجوهرية على العقائد البنوفرية، وشرح ديوان شيخ بن إسمعيل الشحري، والنفحة المهداة بأنفاس العيدروس بن عبد الله، والايفا بترجمة العيدروس جعفر بن مصطفى، ديوان شعر ومراسلات عديدة وله كرامات شهيرة. توفي بمكة سنة 1160.
ومات السيد الأجل عبد الله بن مشهور بن علي بن أبي بكر العلوي أحد السادة أصحاب الكرامات والأشراقات، كان مشهوراً برؤية الخضر، أدركه السيد عبد الرحمن العيدروس وترجمه في ذيل المشرع وأثنى عليه وذكر له بعض كرامات. توفي سنة 1144.
ومات الأستاذ النجيب الماهر المتفنن جمال الدين يوسف بن عبد الله الكلارجي الفلكي تابع حسن أفندي كاتب الروزنامة سابقاً. قرأ القرآن وجود الخط وتوجهت همته للعلوم الرياضية كالهيئة والهندسة والحساب والرسم، فتقيد بالعلامة الماهر رضوان أفندي وأخذ عنه وأجتهد وتمهر وصار له باع طويل في الحسابيات والرسميات، وساعده على إدراك مأموله ثروة مخدومه، فاستنبط واخترع ما لم يسبق به، وألف كتاباً حافلاً في الظلال ورسم المنحرفات والبسائط والمزاول والأسطحة، جمع فيه ما تفرق في غيره من أوضاع المتقدمين بالأشكال الرسمية والبراهين الهندسية، والتزم المثال بعد المقال والكف كتابا أيضاً في منازل القمر ومحلها وخواصها وسماها كنز الدرر في أحوال منازل القمر، وغير ذلك. وأجتمع عنده كتب وآلات نفيسة لم تجتمع عند غيره، ومنها نسخة الزيج السمرقندي بخط العجم وغير ذلك. توفي سنة 1153.
ومات الإمام العلامة والعمدة الفهامة مفتي المسلمين الشيخ أحمد بن عمر الأسقاطي الحنفي المكنى بأبي السعود، تفقه على الشيخ عبد الحي الشرنبلالي والشيخ علي العقدي الحنفي البصير، وحضر عليه المنار وشرحه لابن فرشته وغيره، والشيخ أحمد النفراوي المالكي والشيخ محمد بن عبد الباقي الزرقاني والشيخ أحمد ابن عبد الرزاق الروحي الدمياطي الشناوي والشيخ أحمد الشهير بالبناء، وأحمد بن محمد بن عطية الشرقاوي الشهير بالخليفي والشيخ أحمد بن محمد المنفلوطي الشافعي الشهير بابن الفقيه والشيخ عبد الرؤوف البشبيشي وغيرهم كالشيخ عبد ربه الديوي ومحمد بن صلاح الدين الدنجيهي والشيخ منصور المنوفي والشيخ صالح البهوتب، ومهر في العلوم وتصدر لالقاء الدروس الفقهية والمعقولية، وأفاد وأفتى وألف وأجاد وأنتفع الناس بتآليفه، ولم يزل يملي ويفيد حتى توفي سنة 1159.
ومات الأستاذ الكبير والعلم الشهير صاحب الكرامات الساطعة والأنوار المشرقة اللامعة سيدي عبد الخالق بن وفا قطب زمانه وفريد أوانه وكان على قدم أسلافه وفيه فضيلة وميل للشعر، وأمتدحه الشعراء وأجازهم الجوائز السنية وكان يحب سماع الآلات. توفي رحمه الله في ثاني عشر ذي الحجة سنة 1161.
ومات الأستاذ شيخ الطريقة والحقيقة قدوة السالكين ومربي المريدين الإمام المسلك السيد مصطفى بن كمال الدين المذكور في منظومة النسبة لسيدي عبد الغني النابلسي كما ذكره السيد الصديقي في شرحه الكبير على ورده السحري البكري الصديقي الخلوتي، نشأ ببيت المقدس على أكرم الأخلاق وأكملها، رباه شيخه الشيخ عبد اللطيف الحلبي وغذاه بلبان أهل المعرفة والتحقيق، ففاق ذلك الفرع الأصل وظهرت به في أفق الوجود شمس الفضل، فبرع فهماً وعلماً وأبدع نثراً نظماً ورحل إلى جل الأقطار لبلوغ أجل الأوطار، كما دأب على ذلك السلف لما فيه من أكتساب المعالي والشرف. ولما أرتحل إلى اسلامبول لبس فيها ثياب الخمول، ومكث فيها سنة لم يؤذن له بارتحال ولم يدر كيف الحال. فلما كان آخر السنة قام ليلة فصلى على عادته من التجهد ثم جلس لقراءة الورد السحري، فأحب أن تكون روحانية النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك المجلس، ثم روحانية خلفائه الأربعة والأئمة الأربعة، والأقطاب الأربعة والملائكة الأربعة. فبينما هو في أثنائه إذ دخل عليه رجل فشمر عن أذياله كأنه يتخطى أناسا في المجلس حتى انتهى إلى موضع فجلس فيه، ثم لما ختم الورد قام ذلك الرجل فسلم عليه ثم قال: ماذا صنعت يا مصطفى؟ فقال له: ما صنعت شيئاً. فقال له: ألم ترني أتخطى الناس؟ قال: بلى أنما وقع لي أني أحببت أن تكون روحانية من ذكرناهم حاضرة. فقال له: لم يتخلف أحد مم أردت حضوره وما أتيتك إلا بدعوة، والآن أذن لك في الرحيل. وحصل الفتح والمدد والرجل المذكور هو الولي الصوفي السيد محمد التافلاتي متى عبر السيد في كتبه بالوالد فهو السيد محمد المذكور، وقد منحه علوما جمة. ورحل أيضاً إلى جبل لبنان وإلى البصرة وبغداد وما والاهما وحج مرات وتآليفه تقارب المائتين وأحزابه وأوراده أكثر من ستين، وأجلها ورده السحري إذ هو باب الفتح وله عليه ثلاثة شروح، أكبرها في مجلدين. وقد شاد أركان هذه الطريقة وأقام رسومها وأبدى فرائدها وأظهر فوائدها، ومنحه الله من خزائن الغيب ما لا يدخل تحت حصر. قال الشيخ الحفني أنه جمع مناقب نفسه في مؤلف نحو أربعين كراساً تسويداً في الكامل ولم يتم. وقد راى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وقال له: من أين لك هذا المدد؟ فقال: منك يا رسول الله. فأشار أن نعم ولقي الخضر عليه السلام ثلاث مرات وعرضت عليه قطبانية المشرق فلم يرضها، وكان أكرم من السيل وأمضى في السر من السيف، وأوتي مفاتيح العلوم كلها حتى أذعن له أولياء عصره ومحققوه في مشارق الأرض ومغاربها، وأخذ على رؤساء الجن العهود وعم مدده سائر الورود ومناقبه تجل عن التعداد، وفيما أشرنا إليه كفاية لم أراد. وأخذ عنه طريق السادة الخلوتية الأستاذ الحفني وارتحل لزيارته والأخذ عنه إلى الديار الشامية كما سيأتي ذلك في ترجمته، وحج سنة إحدى وستين ثم رجع إلى مصر وسكن بدار عند قبة المشهد الحسيني وتوفي بها في ثاني عشر ربيع الثاني 1162 ودفن بالمجاورين ومولده في آخر المائة بعد الألف بدمشق الشام.
ومات العلامة الثبت المحقق المحرر المدقق الشيخ محمد الدفري الشافعي أخذ العلم عن الأشياخ من الطبقة الأولى، وأنتفع به فضلاء كثيرون منهم العلامة الشيخ محمد المصيلحي والشيخ عبد الباسط السنديوني وغيرهما توفي سنة 1161.
ومات الأجل المكرم عبد الله أفندي الملقب بالانيس أحد المهرة في الخط الضابط، كتب على الشاكري وغيره وأشتهر أمره جداً، وكان مختصاً بصحبة مير اللواء عثمان بك ذي الفقار أمير الحج، وكتب عليه جماعة ممن رأيناهم، ومنهم شيخ الكتبة بمصر اليوم حسن أفندي مولى الوكيل المعروف بالرشدي، وقد أجازه في مجلس حافل. توفي سنة 1159.
ومات الإمام الفقيه المحدث شيخ الشيوخ المتقن المتفنن المتجر الشيخ أحمد بن مصطفى بن أحمد الزبيري المالكي الإسكندري نزيل مصر وخاتمة المسندين بها، الشهير بالصباغ ذكر في برنامج شيوخه أنه أخذ عن إبراهيم بن عيسى البلقطري وعلي بن فياض والشيخ محمد النشرتي والشيخ محمد الزرقاني وأحمد الغزاوي وإبراهيم الفيومي وسليمان الشبرخيتي ومحمد زيتونة التونسي نزيل الإسكندرية، وأبي العز العجمي وأحمد بن الفقيه والكنكسي ويحيى الشاوي وعبد الله البقري وصالح الحنبلي وعبد الوهاب الشنواني وعبد الباقي القليني وعلي الرميلي وأحمد السجيني وإبراهيم الكتبي وأحمد الخليفي ومحمد الصغير والوزراري وعبده الديوي وعبد القادر الواطي وأحمد بن محمد الدرعي. ورحل إلى الحرمين فأخذ عن البصري والنخلي والسندي ومحمد أسلم وتاج الدين القلعي والسيد سعد الله. وكان المترجم أماماً علامة سليم الباطن معمور الظاهر قد عم به الأنتفاع. روى عنه كثيرون من الشيوخ وكان يذهب في كل سنة إلى تغر الإسكندرية فيقيم بها شعبان ورمضان وشوالاً، وثم يرجع إلى مصر يملي ويفيد ويدرس حتى توفي في سنة 1162، ودفن بتربة بستان المجاورين بالصحراء.